هل أضعت الكثير من الوقت بلا مذاكرة؟ هل مللت الطرق التقليدية؟ إذا كنت كذلك فلا عليك، بعد قراءة هذا المقال ستغير وجهة نظرك تمامًا تجاه المذاكرة وستقبل عليها أكثر وستبلي بلاءً حسنًا في الإمتحانات النهائية. في هذا المقال ستعرف كيف تذاكر بشكل فعّال وسريع من البداية وحتى النهاية.
1- لمَ تذاكر؟
في البداية وقبل خطوة المذاكرة، سل نفسك لِمَ تُذاكر؟ كلنا يعرف الإجابة المعتادة على هذا السؤال بالطبع، أذاكر كي أنجح وأنتقل للمرحلة التالية وأتخلص من هذا العبأ الثقيل، لكن لِمَ لم تُفكر يومًا أن تُغيّر نظرتك للمذاكرة التي عليك القيام بها، لِمَ لا تجعل من المذاكرة شيئًا لطيفًا، خفيفًا على نفسك ومحبب لديها؟
ذاكر بهدف التعلّم والإستزادة، ذاكر وكُلك شغف لمعرفة كم المعلومات التي في تلك الكتب والمذكرات، ذاكر بهدف الإستفادة لا بهدف التخلص، جرّب أن تضع ذلك في ذهنك أثناء المذاكرة، ذاكر كي تتعلم علمًا جديدًا يزيد من ثقل عقلك ومعلوماتك العامة، إن فكّرت بذلك ستشعر بنشوة التعلُّم كما لو أنك تتعلم شيئًا ليس مفروضًا عليك، حتى لو أن المناهج لا علاقة لها بسوق العمل، كلنا يعرف ذلك. ولكن دعنا نُرسي قاعدة وهي أنك بالمذاكرة تتعلم علمٌ مفيد ولن يضرّك على أي حال.
جرّب أن تفكّر بتلك الطريقة وستجد إقبالًا منك على المذاكرة أكثر من ذي قبل، سيعتمد الأمر على مدى تحفيزك لنفسك.
2- رتب مكانك جيدًا
الأمر الثاني والذي عليك الإهتمام به هو مكان المذاكرة، قد يبدو الأمر غريبًا، فما علاقة مكان المذاكرة بالمذاكرة نفسها؟ ثمة علاقة بينهما، فبقدر إهتمامك بمكان المذاكرة يزيد تركيزك فيما تذاكر، قم بترتيب المكان جيدًا، ورتّب المواد العلمية التي لديك إلى أن ترى بأي مادة ستبدأ، وهذا سيكون حسب الجدول الذي ستقوم بوضعه، والذي سنتطرّق له لاحقًا.
3- صفّي ذهنك
تلك الخطوة ستقوم فيها بتصفة الذهن، ومعرفة ما عليك من مذاكرة ومتى ستبدأ فيها ومتى ستنتهي منها، أحضر ورقة بيضاء كبيرة، ثم قم بتقسيمها نصفين، الجزء الأيمن ستكتب المواد التي عندك، واترك تحت كل مادة مساحة كافية ستحتاجها لاحقًا في كتابة بعض الأشياء.
4- اعرف ما عليك
بعد كتابة المواد التي لديك في الجزء الأيمن، أكتب تحت كل مادة في المساحة الفارغة المتروكة ما في تلك المادة من موضوعات، ثم ما عليك مذاكرته فيها ولم تذاكره قط (مادة س عبارة عن 5 فصول – الفصل الواحد مُقسّم إلى عدة دروس) وضّح كل شيء بالتفصيل حتى تكون على دراية بما عليك وكي لا تشعر بالعشوائية أو الفوضى، فاجعل الأمور مُفصّلة وواضحة قدر المستطاع.
في النصف الآخر من الورقة قم بكتابة الوقت المتبقّي لك بما في ذلك الوقت المتاح قبل إمتحان كل مادة، حتى تكون على دراية كاملة بالوقت الذي عليك الإنتهاء فيه من موادك، لا تقلق ستذاكر كل ما عليك وستراجعه أيضًا.
5- حدد أنسب وقت للمذاكرة
بعد ذلك حدد أفضل وقت للمذاكرة بالنسبة لعقلك، اختر أكثر الأوقات يكون ذهنك فيها نشيط ومستعد لإستيعاب المعلومات (غالبًا سيكون ذلك الوقت بعد الفجر) وذلك لتقوم بالمذاكرة فيه، وكذلك ستحدد المواعيد المهمة التي عليك حضورها في تلك الفترة حتى آخر يوم إمتحان، وكذلك مواعيد الإمتحانات، و الكورسات التي عليك الذهاب إليها، وذلك لتستثني تلك الأوقات من جدولك تمامًا.
6- حدد مستواك
حدد مستواك في كل مادة، أي المواد تحتاج إلى مجهود متوسط وأيهم يحتاج إلى مجهود كبير، وأيهم لم تذاكرها من قبل، وأيهم قد ذاكرتها ولن تحتاج إلى مراجعة حتى تتذكرها، وهكذا.
7- اصنع جدولك الخاص
بناءً على الخطوة السابقة، ستبدأ في تقسيم الوقت المتاح لديك على المواد، فالمادة التي لم تقم بمذاكرتها من قبل سيكن لها النصيب الأعظم، وهكذا. ثم تقوم بكتابة جدول لكل يوم، احرص أن يكون جدول دقيق جدًا حتى تستطع إنجاز أكبر كم ممكن، ضع في حسبانك أثناء كتابة الجدول أوقات الراحة والأكل والصلاة والاستحمام والمشي للتخلص من الملل، وهكذا.
(ملحوظة: يمكنك وضع الجدول بنفسك، أو أن تقوم بتحميل جدول جاهز للمذاكرة عن طريق الإنترنت، أكتب في جوجل Study schedule templates وستجد العديد من الجداول يمكنك إختيار واحدًا من بينهم)
8- ابدأ الآن
بمجرد البدء في مذاكرة مادة معينة، قم بإحضار المادة العلمية كلها، والورق الذي ستحتاجه للمذاكرة، وأقلامك، حتى لا تُضيّع وقت في أي شيء.
9- ذاكر بطريقة الخرائط الذهنية
الخرائط الذهنية من أكثر الطرق فعالية على الإطلاق في المذاكرة، فهي تعتمد على تخزين المعلومات داخل ذهنك بطريقة مرتبة جدًا، مما يجعل إسترجاعها وقت حاجتك إليها سهل إلى درجة كبيرة، لذا فمن الضروري أن تتعرف على تلك الطريقة وتذاكر بها وستساعدك كثيرًا في إنجاز كم كبير بإتقان وبصورة سريعة.
وللبدأ في الخريطة الذهنية، اتّبع ما يلي:
في منتصف الورقة (بالعرض) أكتب الفكرة الرئيسية للدرس، أو اسم الفصل الذي تذاكره.
اجعل لكل فكرة فرعًا من منتصف الصفحة (عنوان الدرس)، وكلمة إفتتاحية تدل عليها، واستخدم هنا الألوان والرسومات المرتبطة بالفكرة، لتمييز كل واحدة من الأفكار على حده، واجعل الأفكار تتدفق من عقلك ولا تجعل لها قيودًا.
قم بعملية مراجعة على ما كتبت وتأكد من الترتيب الصحيح للأفكار وأن الكلمات الإفتتاحية تجعلك تتذكر الفكرة كاملة، فاحذر الطول الممل، أو الاختصار المُخِل.
بتلك الخطوات الثلاثة والتي تقوم بها أثناء مذاكرتك للدرس، تكون قد كوّنت خريطة ذهنية سهّلت عليك إسترجاع المعلومة، وجعلتها منظمة في ذاكرتك.
وإن شعرت بحالة ملل، فلا تتوقف بل مارس رسم الفروع والدوائر والأشكال، فذلك سيساعدك في توليد الأفكار.
10- حفّز نفسك
في الجدول الذي قمت بكتابته، عندما تنتهي من درس ما، ضع علامة بجانبه، ذلك سيشعرك بالحماس، وسيعطيك دفعة قوية للأمام.
11- تعامل مع الحفظ بذكاء
المواد التي تحتاج إلى حفظ، أمامك 3 حلول، ذكرنا أولهما في الخرائط الذهنية، والإثنان الأخران اختر منهما ما يناسبك أكثر:
إما أن تذاكرها مع مجموعة من أصدقائك، ولكن احرص أن تنجز معهم ولا تُضيع وقتك.
وإما أن تقوم بتلخيصها في ورقة خاصة بك، ثم تذاكر ما قمت بتلخيصه، بمجرد تلخيصك للمادة ستجد أنك قد حفظتها من خلال الكتابة، وستَثبُت أكثر عندما تقوم بمراجعتها.
12- اشرح لغيرك
من أهم عوامل تثبيت أي معلومة أن تقوم بشرحها لغيرك، ستشعر بدافع قوي عندما تقوم بشرح ما ذاكرته لأحد زملائك، ذلك سيكسر الملل لديك وسيساعدك كثيرًا.
وأخيرًا ساعد غيرك ولا تبخل على زملائك بأي معلومة حصلت عليها، حتى هذا المقال قم بنشره بينهم كي يستفيدوا مثلك.
عبدالله حمدي