هذه المقالة موجهة لطلاب الثانوية بشكل خاص ولطلاب الجامعة ممن لازالت أمامهم الفرصة لاستغلال ما بقي من السنوات في التعلم لا الدراسة، أنا هنا لأختصر عليك الطريق في إيجاد الحلول. أضع بين يديك 5 أشياء عليك أن تفعلها حتى لا تلهيك الدراسة الروتينية عن عملية التعلم الممتعة، والتي يجب على كل إنسان أن يحصل عليها في أجمل سنوات عمره “العشرينيات”.

1- تعلم الإنجليزية

نصيحتي لك أن تركز في أول عامين في الجامعة أياً كان تخصصها على تعلم الإنجليزية بطلاقة، وعامان مدة كافية جداً لذلك، وكما قرأت لا جدال في ذلك، إذا كنت تريد أن تُفتح لك الفرص وتتعلم بجد فتعلّم الإنجليزية، حضّر نفسك لامتحانات التوفل أو الآيلتس من بداية الجامعة، سواء كنت تفكر في الاستمرار الأكاديمي، أو الحصول على منحة أو حتى التعلم الذاتي فإن الإنجليزية هي كلمة السر ..

2- اعتمد على نفسك .. اِجْنِ بعض المال

لا تنتظر حتى تتخرج لتبني ثروتك 🙂 ، يمكنك بناؤها من الآن، وتظهر أيضاً الحاجة الملحة لذلك إذا كنت من أسرة ذات دخل متوسط أو دونها، لا أستطيع أن أشرح لك مدى فائدة العمل في هذه السن في بناء شخصيتك، قد تقول أنك لازلت صغيراً لكن أقول لك أن محمد الفاتح وأسامة بن زيد حققوا ما لم يحققه الكبار، إذا لم تعتمد على نفسك من الآن .. فستقابل مشاكل كبيرة بعد التخرج في الحصول على وظيفة أو تدبير نفسك، وصدقني إن آباءنا يملكون ما يكفيهم من الهموم، ويحتاجون من يعتمدون عليهم من الشباب المجتهد العامل.

3- تطوّع

الكرم، الشجاعة، العطاء، التواصل، الشعور بالغير، التعامل بحرفية، التنافس وغيرها من الأخلاق، كل هذا لن تتعلمه بأي جامعة غير جامعة التطوع، مرحلة الجامعة فترة مناسبة جداً لتكوّن مجموعة أو تنضم لأخرى في مجال التطوع، العمل الحر قد يبني مهارات الحاسوب لديك بدقة تامة، لكن مهارات التعامل مع البشر فلن تجد أفضل من التطوع لتتعلمها من خلاله ..

وعن تجربة شخصية أنا أندم الآن لأني انزويت قليلاً ولم أجرب موضوع التطوع بالجامعة، صدقني إنك ستنال من الخبرات والتجارب ما تفتخر به وتتذكره جيداً بعد تخرجك، فكما يقول جيمس ألتشر “إنك متوسط الخمسة أشخاص الذين حولك”، يعني كلما كان حولك أشخاص متميزين أخلاقهم جيدة كلما كنت جيدًا، فما بالك بصحبة من المتطوعين الذين يرجون بعملهم وجه الله عز وجل.

4- اكتشف نفسك من خلال MOOC

في مرحلة الجامعة، أنت تريد أن تحصّل معرفةً كذلك، تريد أن يكون لديك كم من المعلومات المفيدة التي قد تستخدمها في تخصص عملك أو حتى في الدراسات العليا أو في حياتك الشخصية، وكما أخبرتك أنك قد تواجه مشاكل جمّة في تحقيق هذا الهدف، إلا أنه يمكنك أن تبدأ من الآن معرفة التخصصات المناسبة والتي ربما يظهر خيار الالتحاق بها في سنة من سنوات الكلية، كاختيار التخصص مثلاً بسنة متقدمة في كليات الهندسة.

أنت لا تستطيع الحكم على شيء لم تعرفه من قبل، لذا فالخطة هي كالتالي، كل ما عليك هو أن تكتب كل التخصصات التي تميل إليها، حتى لو كانت ليس لها علاقة بما تدرسه، ابحث قليلاً على جوجل أو منصات التعلم عن بعد الإنجليزية مثل يوديمي، كورسيرا، يوديستي، خان أكاديمي، أو العربية منها مثل رواق أو إدراك عن مقالات أو مساقات مدخلية لتلك التخصصات، احسب عدد ساعات المساق في حال المساقات، ثم حدد لنفسك خطة لدراسة تلك المساقات جميعها، أعتقد أنك إذا كنت منظماً فستنتهي من هذه المساقات خلال عامك الجامعي الأول، لتأخذ فكرة مجملة عن هذه التخصصات.

بعدها قم بتقييم شامل لتلك التخصصات وتأثير تعلمها على مستقبلك سواء أكاديمياً أو مهنياً بعد التخرج، اختبر كذلك حبك أو ميلك لنوع معين منها واختر لنفسك تخصصاً أو اثنين إذا كنت محباً للعلم. وتأتي المرحلة الثانية والأهم لتحديد خطة دراسة هذا التخصص على مدار سنوات الجامعة، ولا تتخرج حتى تحترفه وتطبق ما فيه كما يجب.

5- لا تهمل الدراسة كلياً

وحتى لا تدعو الست الوالدة علي لأني أشجعك على إهمال الجانب الجامعي، فهذه هي النصيحة الخامسة، لا تهمل الدراسة كاملةً، ركز في الدروس واجتهد.